هكذا نهبت وكالة وهمية ونائب سابق أموال الحجاج


عرفت قضية التحايل على 47 حاجا جزائريا أبعادا خطيرة في خضم التحقيق الذي باشرته مصالح أمن ولاية الجزائر، وطبقا لمعلومات تحصلت عليها "الشروق" من مصادر متطابقة، أفضت خيوط التحقيق إلى تورط نائب برلماني سابق، ووكالة غير معتمدة تسمى "دعاء وسجود" في سلب الضحايا أكثر من 1.4 مليار سنتيم من الحجاج والتلاعب بتأشيرات المجاملة، ليقرر إيداع كافة المتهمين الحبس المؤقت، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات مستقبلا.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن مصالح أمن ولاية الجزائر، تمكنت من فك لغز قضية الاحتيال على حجاج جزائريين، والتي كان آخرها تعرض 47 حاجا لضربة موجعة، بعد تعرضهم للنصب والاحتيال، حيث كشفت تحقيقات الأمن تورط وكالة  "دعاء وسجود" لصاحبها "ع.غ" وشريكه المدعو "أ.ف"، والمتواجد مقرها ببئر توتة بالعاصمة، والتي تنشط في إطار غير قانوني، في عملية التلاعب والاحتيال على الحجاج الضحايا.
وحسب المعلومات ذاتها، فإن الوكالة التي تنشط بالتنسيق مع وكالة وهمية أخرى مقرها بالشراقة، احتالت على 27 ضحية، وخلال عملية المداهمة تم استرجاع 24 جواز سفر، إضافة إلى 78 نسخة من الصفحة الثالثة من جواز السفر مكان تعليق التأشيرة، وكشفت نفس المعلومات تورط برلماني سابق في العهدة التشريعية الرابعة في العملية، حيث تم إيداعه الحبس المؤقت بتهمة المتاجرة بتأشيرات المجاملة.
وتبعا للتحقيق تم استدعاء 25 شخصا لسماعهم في القضية، حيث قرر وكيل الجمهورية إيداع شخصين منهم الحبس المؤقت، أحدهما النائب السابق، ووضع  ثلاثة آخرين تحت الرقابة القضائية، وتقديمهم أمام محكمة بوفريك.. هذا، وقد نهبت الوكالة السياحية غير المعتمدة، ما بين 10 ملايين إلى 83 مليون سنيتم عن الحاج الواحد، ليصل المبلغ الإجمالي إلى أكثر 1.4 مليار سنتيم، حيث هناك حجاجا دفعوا المبلغ كاملا، فيما دفع آخرون شطرا أول.
وقد باشرت مصالح أمن ولاية الجزائر تحرياتها عقب تلقى 47 حاجا جزائريا ضربة موجعة، بعد وصولهم إلى مطار "نايف" بالسعودية، أين اكتشفوا تعرضهم للنصب والاحتيال من قبل وكالة سياحية، والتي التهمت 85 مليونا من أموالهم، لتنقلهم إلى العراء بالسعودية، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على الحجاج، لتتدخل السلطات السعودية على وجه السرعة للتكفل بالجزائريين، الذين ينحدر معظمهم من منطقة الجنوب، فيما فتحت من جهتها وزارة الشؤون الدينية والديوان الوطني للحج والعمرة تحقيقا في قضية الاحتيال.
ونشرت حينها قناة سعودية، تقريرا مصورا أظهر مجموعة من الحجاج الجزائريين، قالت إنه تم خداعهم من طرف صاحب وكالة سياحية منحهم تأشيرات حج مزيفة.
من جانبه، سبق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن علق على القضية بالقول "أن التحقيقات المتعلقة بالتلاعب بالتأشيرات ستنطلق من الجزائر.. وتحقيق الأمن سيكشف عن التفاصيل بعيدا عن المزايدات".