دعا عدد من المثقفين والسياسيين التونسيين حكومتهم إلى الرفع الفوري لضريبة الجولان، المفروضة على المركبات الجزائرية، كما دعوا إلى توضيح العلاقات الجزائرية التونسية التي بات الغموض يكتنفها حسبهم بسبب تدخل دول في المنطقة بغرض خلق صراعات في المنطقة المغاربية.
وحسب بيان محرر من طرف نواب حاليين وسابقين ومحامين ومثقفين وصحفيين في تونس تحصلت "الشروق" على نسخة منه، فإنهم لم يفهموا سبب إصرار الحكومة التونسية على رفع ضريبة الجولان على المركبات الجزائرية رغم الضجة الكبيرة التي أحدثتها خلال الصائفة المنقضية، وشددوا على رفع الضريبية مهما كانت المبررات المالية المقدمة، ذلك أن علاقات تونس بدول الاتحاد المغاربي وخاصة المجاورة منها تبقى فوق كل الاعتبارات حسبهم.
واستغرب الرافضون للضريبة السياسة التي تنتهجها حكومة بلادهم تجاه علاقتها بالجزائر، وإزالة كل ما وصفوه بـ "الضبابية"، وطالبوا بإعادتها إلى حراكها المعهود، وكذلك التصدي للمحاولات الخارجية التي ترمي إلى إدخال المنطقة المغاربية في أجواء من التوتر.
ورفض محررو البيان السياسة المطبقة على الجزائريين، رغم الدعم الكبير والتضامن المطلق الذي أبداه الشعب الجزائري وحكومته مع تونس في محنتها، خاصة عندما هب الجزائريون لإنقاذ الموسم السياحي الصيفي خلال السنة المنقضية من كارثة محققة، حيث توجهت الوثيقة بالشكر الجزيل لهم.
وشدد البيان الذي بادر به عميد المحامين التونسيين الأسبق عبد الوهاب الباهي، وقام بتنسيقه الناشط السياسي والنائب السابق سمير المغراوي، على ضرورة تفويت الفرصة على المتربصين بالمنطقة، خاصة أن العلاقات الرسمية والشعبية بين تونس والجزائر، كانت في غالب الأحيان نموذجية في الفضاء المغاربي، ووصولها إلى هذه الدرجة من السوء سيؤثر سلبا على المنطقة.
من جانبه، دعا تيار المحبة في تونس، في بيان استلمت "الشروق" نسخة منه، إلى إلغاء الضريبة، للعبور من الجانب التونسي إلى الجزائر، وإلغاء العبور أصلا بجواز السفر واعتماد بطاقة التعريف فقط في التنقل والعبور، لترسيخ الوحدة والتقارب أكثر بين الشعبين الجزائري والتونسي، ووضع حد للمزايدات الشعبية، والتنافر الذي تغذيه بعض الأطراف المغرضة المتربصة بالبلدين، في مرحلة حساسة يمر بها المغرب العربي.
بالمقابل، بادرت أكاديمية المجتمع المدني بولاية الوادي الحدودية، التي يترأسها الفنان والمثقف عبادة مولاي، بإصدار بيان ونداء إلى السلطات الجزائرية، تطالبها بالعمل على إلغاء الضريبة التي من المزمع أن تطبقها على المركبات التونسية، في إطار سياسة المعاملة بالمثل، والسعي إلى تقريب الشعبين أكثر من بعضهما، لأن هناك حسبها أسرا واحدة تعيش في الدولتين، وعلاقات تاريخية وعائلية. وأضاف مولاي لـ "الشروق"، أن تطلعات الشعبين كانت دوما تأمل في إلغاء الضريبة، وتسهيل التنقل، وتخفيف الإجراءات الجمركية، وليس حروب "ضرائب الجولان" على حد وصفه والمعاملة بالمثل، بل تغليب الحكمة في مثل هذه المواقف.
المصدر
إشترك بالنشرة البريدية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء