جزائريون يحضرون جنازتهم ويعودون من الموت!


بين الحياة والموت شعرة، غيّرت قدرهم بعد أن توقفت دقات قلبهم وأغمضت أعينهم وخرست ألسنتهم وأصبحوا جثّة هامدة ملفوفة في كفنها الأبيض.. هم جزائريون نجوا من الموت بأعجوبة بعد أن أعلن خبر وفاتهم وتوافدت الناس لتقديم التعازي فيهم وتمّت جميع مراسم الجنازة وهمّ أقاربهم بدفنهم..
قد يعتقد البعض أنّها تخاريف وهلوسة يروّج لها، لكنّها حقيقة وقفت "الشروق" على حالات ونماذج حيّة لأصحابها، واستقصت رأي الطب لمعرفة ملابساتها وتفسيرها العلمي.
يروي "صهيب أ " 37 سنة من العاصمة أنّه تلقى منذ أيام خبر وفاة أحد جيرانه المقربين جدا، حيث تنقل للوقوف إلى جانب أبناء الفقيد الذين دخلوا في حالة بكاء وحزن شديدين، لكن بعد مرور حوالي ساعتين تفاجأ الجميع بخبر استفاقة "الميت" وعودته للحياة، وهو ما رسم الدهشة على وجوه الحاضرين.
من جهته يحكي إلياس ق 43 سنة من بئر توتة قصة أحد أقاربه بباب الزوار بالعاصمة الذي توفي بسبب المرض ساعات قبل صلاة الظهر، فعجّلوا بدفنه مع الصلاة لأن "إكرام الميت دفنه"، كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو ما حدث فعلا، حيث تمّ تغسيله وهمّت الجنازة بالمشي ليكتشف بعد قليل أنينه وتحركه في النعش، ليسارع الحاضرون إلى فتح الكفن أمام حالة من الذهول غير مصدّقين لما تراه أعينهم، وأضاف محدثنا أن المعني بالحادثة لا يزال ينعم بالحياة إلى اليوم، وهو في حالة جيّدة بعد مرور حوالي أربع سنوات.
سيّدة أخرى تدعى "زبيدة ر" 50 سنة من حي القصبة العتيق بالعاصمة تروي قصة مشابهة لأبيها الذي كان طريح الفراش في سن متقدمة جدّا قاربت التسعين عاما، حيث استفاقوا ذات جمعة وهم مفجوعين بأبيهم جثّه هامدة لا يتحرك ولا يتنفس، فاعتقدوا أنه قد فارق الحياة بعدما تحسسوا نبضات قلبه وتنفسه، وفي لمح البصر انتقل خبر الوفاة لبقية الأهل والجيران وامتلأ البيت بالمعزين ولأن الطبيب لم يكن متوفرا في حينها تأخر حضوره لساعات، غرق خلالها الجميع في حالة بكاء وحزن رهيبين.
وبينما "الميت" ممدّد في الغرفة لاحظت ابنته الصغرى أنه حرّك يده اليمنى، فكذّبها الجميع واعتقدوا أنّها تهذي ولم تستوعب فكرة وفاة والدها، لكنها بعد مدة قليلة أكدت أنه أعاد الكرة وأنها لا تتوهم، فقرروا نقله للمستشفى وتأكدوا هناك بعد فحوصات معمّقة أنّ والدهم دخل في غيبوبة عميقة تطلبت ستة أيام لاستفاقته.
الدكتور رشيد حميدي أكّد أن هذه الحالات نادرة جدا، لكنها غير مستبعدة وقدّم رؤية طبية للمسألة، مؤكدا أن موت الشخص لا يتحقق إلا بتوقف تام للقلب والجهاز التنفسي معا، وأن توقف أحدهما لدقائق أو ثواني لا يعني موته القطعي.
واستطرد حميدي قائلا إنّ توقف قلب الإنسان أو جهازه التنفسي لا يتعدى الدقيقتين على أكثر تقدير، مركّزا على أهمية خضوع الحالة المشكوك فيها للفحص الطّبي والحصول على شهادة الطبيب التابع للقطاع الصحي في المقاطعة أو البلدية وعدم الاكتفاء بالمعاينة السطحية.
وفي تفسير علمي بحت أوضح المختص أنّ الإنسان قد يدخل في حالة غيبوبة عميقة يعتقد الأهل أنّها وفاة حقيقية يضعف معها التنفس ونبض القلب، وهذا يحدث أيضا حتى في المستشفيات، لكن الشخص يحوّل على الفور إلى التنفس الاصطناعي لمساعدته على تجاوز الأزمة.
المصدر