كتب الجيل الثاني "اغتصاب معنوي" لأبنائنا


استهجن الشركاء الاجتماعيون وأولياء التلاميذ وخبراء التربية، الأخطاء "الكارثية" التي احتوتها كتب الجيل الثاني المدرسية وحتى شبه المدرسية، مؤكدين أنهم توقعوا حدوث الفضيحة، منذ اختيار وزارة التربية الوطنية التكتم على إصلاحات الجيل الثاني ومضامين الكتب الجديدة، وانفرادها بمقترحات إصلاح البكالوريا، ليزيد موضوع منح صفقة طبع الكتب لناشرين من قطاعات أخرى غير قطاع التربية الوطنية، الموضوع سوءا... والنتيجة أخطاء بالجملة، لغوية ومعرفية ونحوية وتاريخية... وقد عدّد كل ضيف في ندوة "الشروق" أسباب "الكوارث التربوية"، مقترحا الحلول من وجهة نظره.
الصّادق دزيري:
نصّبنا لجنة لإحصاء أخطاء كتب الجيل الثاني مادّة بمادة..
أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، أنه منذ إعلان وزارة التربية الوطنية القيام بإصلاحات، تمسكت نقابتهم بشعار "رفض التغيير من أجل التغيير"، لأن الإصلاح- حسب تعبير دزيري- يتطلب تأنيا وعملا محكما وتحضيرا جيدا. وهو ما جعلهم يطالبون بتأجيل الإصلاحات الجديدة إلى السنة الدراسية 2017-2018... لكن اكتشاف أخطاء بالجملة في كتب الجيل الثاني، يقول المُتحدث "جعلنا نتأكد ممّا حذرنا منه شهر أفريل المنصرم".
وأكد ضيف "الشروق" أن نقابتهم نصّبت لجنة لدراسة مضامين ومحتويات الكتب من جميع النواحي لغوية ومعرفية وتربوية، مؤكدا وجود أخطاء في بعض التمارين بالمواد العلمية.
وتأسف الأمين العام لـ "إينباف" أن بداية الأخطاء كانت بتعويض خريطة فلسطين بالكيان الصهيوني، التي اعتبرها قضية محورية، موقف الدولة منها ثابت، وتسببت في ردود أفعال دولية، إلى درجة أن بعض الصحف العالمية وصفت الجزائريين بعد مطالبتهم بحذف كلمة إسرائيل، بـ "العنصريين" ومُعادي السامية. وبخصوص تأكيد وزارة التربية إصدار مرسوم يتعلق بكيفية تنظيم عملية تأليف وطبع الكتب شبه المدرسية، التي عرفت بدورها أخطاء هذه السنة، أكد دزيري أن الأولوية لابد أن تعطى- حسب تقدريهم- إلى الكتب المدرسية "مع تحديد وبوضوح كيفية طبعها ومراقبتها والمراحل التي تمر بها هذه الطباعة، وتحديد المسؤوليات، إذا وقعت أخطاء، ليعرف الجميع مسؤولية كل طرف".
وحمّل دزيري السلطات العمومية مسؤولية ما يقع من كوارث تربوية، داعيا إياها إلى التدخل، وإلا ستواجه الإصلاحات التربوية الحالية نفس مصير إصلاحات 2003، "أي الفشل الذريع".
 الأمين الوطني لنقابة SNTE جهيد حرص:
إصلاحات الجيل الثاني فاشلة والوزارة تسرعت في تطبيقها
قال عضو النقابة الوطنية لعمال التربية SNTE جهيد حرص، أن ما يسمى بإصلاح الجيل الثاني إصلاح فاشل، حيث أكد أن الوزارة اعتمدت هذا الإصلاح الذي لم تعلمهم به ولم تأخذ آراء الشركاء الاجتماعيين بعين الاعتبار ونفذته في سرية تامة، وتلاعبت فيه كما شاءت، لأن لها أهدافا خلفية من ورائه، مضيفا أنها لا تسعى للتغيير من أجل الإصلاح وإنما للتغيير من أجل التغيير فقط.
وأضاف جهيد حرص، أن وزارة التربية والتعليم، أوهمت الشعب وخاصة الأولياء أن الشركاء الاجتماعيين ومختلف النقابات والمنظمات الوطنية، على علم بكل ما تم نشره في كتب الجيل الثاني، مؤكدا أن الوزارة لم تأخذ بآرائهم والأكثر من هذا أنها أصدرت هذه الكتب تحت الطاولة وفي سرية تامة، على الرغم من أنهم طالبوا في العديد من المناسبات بتأجيلها إلى سنة 2017، لتفادي وقوع أي أخطاء أو كوارث، وهو ما وقع على مستوى هذه الكتب، حسب ما أدلى به جهيد حرص، نتيجة لما زرعته الوزارة وأتباعها الذين أغلقوا الأبواب في وجوههم ومنعوهم من الاطلاع على إصلاحات الجيل الثاني تحت حجج واهية لا أساس لها من الصحة، جاء من بينها أن هذه المنظمات لا تريد التغيير، أين أكد الأمين الوطني للنقابة الوطنية لعمال التربية، قائلا "نحن لم نرفض التغيير وإنما رفضنا التغيير المتسرع الذي ليس فيه أي إصلاحات للنظام الدراسي القديم"، وأضاف جهيد حرص، أن الوزارة الوصية تسرعت في قرارها، والأولياء وأبناؤهم هم من دفعوا ثمن تسرعها.
وعن البيان الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم الوطنية والذي يقول بأن خطأ كتابة إسرائيل وإدراجها عوض فلسطين خطأ مطبعي، علق الأمين الوطني لنقابة SNTE بأنه عذر أقبح من ذنب، ووصف الأمر بالخطير، مضيفا أن الأيام ستثبت أن إصلاح الجيل الثاني إصلاح فاشل كونه تخطى وتجاوز مقومات وأصول التربية والتعليم.
الخبير التّربوي عبد القادر فضيل:
المحيطون ببن غبريط بعيدون عن التربية
عاود عبد القادر فضيل الحديث عن تسمية "مناهج الجيل الثاني"، حيث اعتبر المصطلح خاطئا من أساسه. فحسب تعبيره، إذا أحصينا الأجيال منذ الاستقلال، فنحن الآن في الجيل الرابع، والمدرسة الجزائرية لم تظهر إلا في قانون 1976.
واستغرب فضيل كون المدرسة الآن تضم ستة أطوار بدل ثلاثة، وهو خطأ كبير، وهو دليل على أن القائمين على شؤون التربية لا يستعينون بعلم النفس في برامجهم، حيث قال: "الجماعة المحيطة بوزارة التربية بعيدة كليا عن التربية... وإلا كيف نفسر وضع 3 كتب كاملة لتلميذ الابتدائي الذي لا يعرف أصلا الحروف". كما اعتبر أن القيام بتحية العلم يوميا من طرف التلاميذ، له انعكاسات سلبية على وطنيتهم، فيقول: "اقترحنا أن تكون التحية في بداية ونهاية الأسبوع فقط.."، وحتى ترتيب الحروف في كتب الابتدائي له تأثير على فهم التلميذ... ليستنتج أن أكبر خطإ لوزارة التربية هو تناقض برنامجها مع سياسة البلد.
وبخصوص الأخطاء التربوية، يرى فضيل أن إدراج درس يتحدث عن ديمقراطية الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وذلك في كتاب التربية المدنية، أخطر بكثير من فضيحة "إسرائيل" بكتاب الجغرافيا، متسائلا: "كيف سنصحح هذه الأكذوبة في عقول التلاميذ؟" كما اعتبر الصور والكلمات غير واضحة في دفتر الأنشطة لتلاميذ الابتدائي.
واستغرب فضيل مسارعة بعض الشخصيات إلى الدفاع عن الوزيرة، نورية بن غبريط، على غرار عمار غول وأحمد أويحيى وأمين الزاوي. ورأى المتحدث في إلصاق خطإ كتاب الجغرافيا من طرف الوزارة بالناشر، أنه "كارثة"، إذ كيف يمكن لمؤسسة نشر أن تتولى تأليف كتاب مدرسي، مستنتجا: "الصفقة إذن كانت تجارية محضة وليست تربوية..."، مستغربا إهمال دور معهد البحث في التربية ومطبعة الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، مشددا بالقول: "هذه التجاوزات تجعلنا نرفع أصواتنا ونقول... هذه ليست تربية..".
 سعيد فضيل.. إطار سابق في وزارة التربية والتعليم الوطنية:
صمت الأساتذة عن الفضيحة أمر غير منطقي
قال سعيد فضيل إطار سابق في وزارة التربية والتعليم الوطنية، أن المشاكل التي وقعت على مستوى كتب ما يعرف بالجيل الثاني، سببها راجع إلى عدم إنشاء مجالس تربوية كما ينص عليه القانون، مضيفا أن الوزارة الوصية أطلقت هذا الإصلاح بلا شفافية أو أخلاق مهنية، وفشلها في تسيير القطاع يتأكد يوما بعد يوم.
وفي سياق آخر، تساءل سعيد فضيل عن سبب صمت الأساتذة عن الأخطاء الفادحة التي وقعت على مستوى الكتب وغالبيتها في كتب الطور المتوسط، على الرغم من أنهم المعنيون رقم واحد بالأمر، وأبدى فضيل استغرابه من هذا الأمر.
كما طالب الأساتذة بالتدخل وإبداء آرائهم في أمر إصلاحات الجيل الثاني وأمر الأخطاء التي وقعت على مستوى أغلب الكتب. وأضاف فضيل أنه في العالم بأسره يتم إتباع شروط بيداغوجية تشترك فيها لجان مختصة ونقابات ومنظمات نقابية لطبع الكتب المدرسية، ولم يتم تجاوز هذا الأمر طوال السنوات الفارطة، إلا في إصلاحات الجيل الثاني التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم الوطنية هذا العام، وتجاهلت فيها أصول وقواعد المنظومة التربوية، كما تساءل المتحدث عن الطريقة التي مرّت بها هذه الكتب وهي تحمل كما كبير من الأخطاء، وعقّب على ما أدلت به نورية بن غبريط مؤخرا، بقولها "إذا استلزم الأمر نقوم بتقطيع الورقة وتلصيق ورقة أخرى عوضها بالشريط اللاصق"، حيث اعتبر الأمر في منتهى الخطورة، خاصة وأن المغالطات لم تشمل كتاب الجغرافيا الذي تحدثت عنه الوزيرة بمفرده، وإنما مست غالبية الكتب، مؤكدا أن التعليم بلغ أقصى درجات الانحطاط مادام أن وزارة بأكملها تصحح أخطاءها بتلصيق الكتب بالشريط اللاصق.

ممثل نقابة عمال التربية للشروق:
الأخطاء كثيرة ولا يمكن استدراكها بـ"الترقيعات"
حمل حرز الله خالد، أمين وطني بالنقابة الوطنية لعمال التربية، في ندوة الشروق، وزارة التربية الوطنية سرية إعداد كتب الجيل الثاني، الأمر الذي لم يتسن للخبراء تصحيحها، وقال إن نقابات التربية سبق أن نددت بعدم توزيع هذه الكتب عبر المدارس قبل تصحيحها.
يرى أن الفأس وقعت في الرأس وما على الوزرة إلا سحب الكتب كليا، لأن الأخطاء كثيرة ولو كانت تتعلق بكتاب واحد يمكن ترقيعه أو جمع التلاميذ في ساحة المؤسسة وفي ساعة واحدة لتصحيح الخطأ بحضورهم، ولكن "الترقيعات" حسبه قد تتسرب لعقول أبنائنا وتعلمهم التسيب واللامبالاة.
أخطاء كتب الجيل الثاني، قال عنها السيد حرز الله خالد، إنها تشويش على التلاميذ وخبط عشوائية يهدد مستقبل المدرسة الجزائرية.

بوجمعة شيهوب:
الوزارة تسعى إلى التخلص من مادة العلوم الإسلامية
من جهته، الأمين الوطني لتنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية بالتعليم الثانوي بوجمعة شيهوب، شدّد على أن ما يعرف بإصلاحات الجيل الثاني مجرد خرافة استبدلت بمجرد وصول الكتب إلى التلاميذ، مؤكدا على أنه ليس هناك أي تغيير جوهري أو مضاميني مقارنة بالكتاب القديم، وضرب مثالا بكتاب التربية الإسلامية هذا الأخير الذي تم حذف  بعض الدروس منه وتم تأجيلها إلى السنة الثانية، كما ذهب المتحدث إلى أمر تدريس جميع المواد من أساتذة مختصين، بالنسبة إلى الطور المتوسط ما عدا العلوم الإسلامية التي تم تهميشها وأُسندت إلى أساتذة مختصين في تدريس اللغة العربية، وطالب شيهوب في هذا الشأن بضرورة إسناد العلوم الإسلامية إلى أساتذة مختصين شأنها شأن بقية المواد، وصرح الأمين الوطني لتنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية بالتعليم الثانوي، أن غالبية المعلومات المغلوطة تمس القيم الإسلامية والهوية الوطنية والأعراف الدينية.
وفيما يتعلق بالخطأ الذي وقع على مستوى كتاب الجغرافيا وجّه بوجمعة شيهوب، المسؤولية الكاملة إلى الوزارة الوصية التي لم تراقب لجنة الاعتماد وسمحت بوقوع أخطاء كارثية، كما وصف شيهوب الأمر بالتقصير في المهام، وتحدث في سياق آخر، عن التصريحات التي نفت فيها الوزيرة بن غبريط، أمر حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من الكتب، لكنها قامت، حسب ما صرح به، وبكل سرية تامة بحذف الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة من معظم الكتب.
الأمين الوطني لتنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية بالتعليم الثانوي بوجمعة شيهوب، تحدث عن المناصب التي فتحتها الوزارة الوصية هذه السنة، حيث قال في هذا الشأن إن مناصب العلوم الإسلامية في التعليم الثانوي تعرضت لمجزرة حقيقية، حيث كشف أن المناصب تقلصت بنسبة كبيرة، في حين لم تمس بقية المواد على غرار الفرنسية التي لم تتقلص عدد المناصب فيها، وهذا ليس له أي معنى آخر سوى أن الوزارة تريد التخلص من مادة العلوم الإسلامية تدريجيا، خاصة أنها أحدثت تغييرات غير منطقية، قامت من خلالها بمعاقبة مادة وأساتذة العلوم الإسلامية معا، وقال شيهوب إن أمر إعادة هيكلة التعليم الثانوي الذي تحدثت عنه الوزارة مسّ مادة العلوم الإسلامية فقط، وتحدث في هذا الشأن عن الوثيقة التي أطلقتها الوزارة الوصية وغيرت فيها اسم العلوم الإسلامية بالحضارة الإسلامية، وطالبت باقتراحات حول الدروس التي ستقدم فيها، مؤكدا على أن هناك فرقا شاسعا بين العلوم الإسلامية والحضارة الإسلامية.
ولم يخرج شيهوب في مجمل حديثه، عن أن الوزارة تسرعت في إطلاقها إصلاحات الجيل الثاني هذا العام، ورفضها تأجيله إلى غاية العام الفارط، أوقعها في كوارث وفضائح بالجملة.

رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة:
أنا على استعداد لمواجهة الوزيرة في القضاء
أما رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، فقد أصرّ على أن الشعب الجزائري يجب أن يتحرك ضد الوزارة، وصرح بشأن الدعوى التي رفعتها وزارة التربية والتعليم الوطنية في حقه، أنها دعوى ناتجة عن الفشل، مؤكدا أنه لم يقم بتحريض الأولياء على الوزارة كما تم اتهامه، وإنما حاول توعيتهم وطالبهم بالدفاع عن حقوق أبنائهم وعدم إهدارها بين الإصلاحات الفاشلة لا أكثر ولا أقل، خاصة أن الأخطاء لم تسجل في كتاب واحد وإنما مسّت أغلب الكتب والأكثر من هذا كما قال بن زينة، أن هناك كتبا خاصة بالطور الابتدائي وأخرى بالطور المتوسط تدرس الجنس وأخرى تحكي عن قصص الحب والغرام والعشق.
 كما تحدث عن الخطأ الذي وقع في كتاب التربية المدنية والذي كتب فيه الأصنام عوض الشلف في خريطة الجزائر، مؤكدا أن هذا الأمر متعمد وليس خطأ مطبعيا، كما أكد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أن الاتهامات التي تلقاها من قبل الوزارة الوصية حول أنه يسعى إلى تحقيق أهداف سياسية باستغلال الأخطاء التي وقعت على مستوى كتب الجيل الثاني، أن هذا الإدعاء لا أساس له من الصحة مشددا على أنه ليس له أي انتماءات سياسية.

المختصة التربوية مليكة قريفو:
عدم فهم المصطلحات وراء كارثة أخطاء كتب الجيل الثاني
اعتبرت  مليكة قريفو، أخصائية في علم النفس التربوي والمدرسي، الإثنين، أن أخطاء كتب الجيل الثاني كبيرة جدا، بدءا بغياب الدقة في المصطلحات وفي القانون التوجيهي لسنة 2008، حيث احتوى القانون بالعربية في الجريدة الرسمية هدف الكفاءة الأساسية عند التلميذ، وحذف هذا الهدف في نص القانون باللغة الفرنسية.
وأكدت أن هناك خطابين مختلفين لهيئة اليونسكو، فيفي أرويا، يشرح معنى بناء الكفاءات عند الطفل قبل السن الثامنة، حيث تحتوي المناهج الدراسية على عناوين وقصائد شعرية أي ما يقدر بألف تحفة أدبية وأكثر من ألف قصيدة شعرية أدبية، 80 بالمائة من هذه التحف حسب السّيدة قريفو لحضارات مختلفة، في حين إن المناهج في الجزائر لا تزال تعتبر الطفل بسيطا في تفكيره.
وتوضح قريفو، صاحبة أول مدرسة خاصة، أن كتب الجيل الثاني تبنت فكرة الدروس وشرحها دون تحديد دقيق للمصطلحات في الوقت الذي يعتبر فيه الحفظ خاصة حفظ النصوص الأدبية المعقدة قبل سن الثامنة، ضروريا، معرجة على فكرة استبعاد النصوص الأدبية لشعراء الجاهلية.
واتهمت المختصة في علم النفس المدرسي والتربوي، مليكة قريفو، وزيرة التربية بسعيها لاقتلاع الطفل عن جذوره حتى يصبح تابعا لجهات مجهولة، حيث أبدت رأيها بصراحة في من كانوا وراء الأخطاء الفاضحة في كتب الجيل الثاني، بالقول: "إنهم لا يفقهون في المصطلحات العلمية ولا يميزون بينها بدقة فهم دون المستوى".
وأشارت إلى أنه حتى القول بـ "كتب الجيل الثاني" هو خطأ كبير، هدفه إحداث قطيعة بين الأجيال، حيث أكدت أن كتب التلاميذ في أروبا يقال عنها إنها كتب عابرة للأجيال.
ودعت قريفو إلى فتح المجال للناشرين الجزائريين للمساهمة في إعادة تصحيح كتب الجيل الثاني، حيث قالت إن فرنسا يساهم في إعداد كتبها المدرسية ما يقارب 80 ناشرا، وتضم إلى نصوصها 80 بالمئة من التحف الأدبية غير الأروبية.

سمير القصوري:
أدعو الحقوقيين إلى الوقف مع منظمة أولياء التلاميذ
دعا سمير لقصوري، عضو مؤسس بالمنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، المحامين والحقوقيين إلى التضامن مع المجتمع المدني قصد مقاضاة وزارة التربية في حال إبقائها كتب الجيل الثاني في المدارس، مجددا تمسك المنظمة برفضها التام لهذه الكتب والسعي لمصادرتها بشكل تام.
وقال لقصوري: إن على هيئة الدفاع من أصحاب الجبة السوداء أن تعلم بأن القضية تهدد مستقبل أجيال ولا يمكن البقاء في حالة الصمت والمواقف غير الواضحة. واعتبر أن رفع دعوى قضائية من طرف الوزارة الوصية ضد المنظمة لن يزيد إلا إصرارا على تبني القضية واللجوء إلى القضاء بدعم من المحامين عبر التراب الوطني.
وقال لقصوري: إن هناك مغالطات كثيرة تحتويها كتب الجيل الثاني، وتملك حسبه المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أدلة على أخطاء منهجية وليست مطبعية، وخير دليل– يضيف- عدم وجود أثر للصحراء الغربية في الخارطة للصفحة 57 من كتاب السنة الأولى متوسط. وهي أول دولة تعترف بها الجزائر، واستبدال كلمة مستعمر بـ "الحاكم" في كتاب التربية المدنية صفحة 126.
ويشير سمير لقصوري إلى أن هناك عدة مواضيع لا تتناسب مع عقل الطفل دون 7 سنوات تحتويها كتب الابتدائي، ويعتبر ذلك اغتصابا معنويا لأبناء الجزائر، خاصة أن العلوم الطبيعية تتحدث عن العلاقات الجنسية لتلاميذ في سن صغيرة جدا.
وأضاف: لا نريد أن يكون أطفالنا فئران تجارب، ولا نريد التأثير على ذهنيات التلاميذ بمثل هذه المغالطات، موضحا أن منظمة أولياء التلاميذ لا تهدف إلى تشجيع أبناء الجزائر على مغادرة المدرسة ولكن تريد بهذه الأجيال خيرا من خلال اختيار المناهج المناسبة.
وتأسف لقصوري لعدم وجود تصريح واضح لبعض الأساتذة في الأطوار الثلاثة مطالبا إياهم بدعم المنظمة وأولياء التلاميذ في استدراك هذه المهازل على حد تعبيره.

عضو جمعية العلماء المسلمين، مُختار بوناب:
أخطاء الكتب المدرسية صدمتنا
أكد، بوناب، أن أخطاء الكتب المدرسية الجديدة أصابت المجتمع الجزائري بالصدمة، التي لم يستفق منها حتى بعد تقديم الاعتذارات من المسؤولين على الفضيحة. لأنها ـ حسب تعبيره- اعتذارات غير مقبولة. والشارع لن يهدأ "إلا برفع دعوى قضائية من العدالة، بعد تفعيل لجنة تحقيق في الموضوع".
ويقترح المتحدث، الإلغاء الكلي لكتب الجيل الثاني، مع الإسراع في تشكيل المجلس الأعلى للتربية. وأكد بوناب، أن الوزيرة نورية بن غبريط، لها من يدعمها وأدخلت المدرسة في صراع الإيديولوجيات "وإلا ما علاقة تصريحات بعض السياسيين بقطاع التربية، رغم منع هذا السلوك دستوريا؟".
وتأسف ضيف "الشروق" في ختام مداخلته للصور الخادشة وغياب الأخلاق والقيم من كتب الجيل الثاني.

مسعود بوديبة:
كتب الجيل الثاني إساءة إلى المدرسة ولا بد من سحبها

أكد مسعود بوديبة، أن ما يحصل الآن في قطاع التربية، كان منتظرا، منذ الإعلان عن تنصيب المناهج والبرامج وطبع الكتب في سرية وتعتيم، وهو ما حذرت منه نقابة "الكناباست"، ومؤكدة أن نتائجه ستكون وخيمة تروح ضحيتها أجيال كاملة.
وتأسف بوديبة، لحصول وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على تزكية من طرف الجميع، وخاصة لجنتيْ التربية والتعليم على مستوى المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، في وقت كان يفترض أن تراقب هاتان اللجنتان عمل الوزارة وتناقشه على مستوى الغُرفتين.. وأن تراقب محتوى الكتب الجديدة والبرامج والمناهج، لأنها مشروع مجتمع".
وأضاف بوديبة "الكل ترك لبن غبريط الحرية في التحرك، أما نحن فطالبنا بتأجيل الإصلاحات إلى 2017-2018".
وترفض الكناباست أن يُبرر مدير مطبعة خطأ ورد في كتب مدرسية، وكأن له علاقة بالقطاع، كما رفضت تبرير الوزيرة. وتساءلت عن القنوات التي اعتمدتها الوصاية في إعداد ومراجعة وطبع الكتب، ومن أعطى صلاحياتها وصادق عليها؟؟. ولا تزال نقابة الكناباست مصرة على تأجيل إصلاحات السنة الحالية، لإعطاء الفرصة لتمحيص وفحص الكتب، لاحتوائها أخطاء بالجملة، "لأن استعمال هذه الكتب إساءة إلى المدرسة الجزائرية".
واستغرب بوديبة، كون أهم الهيئات التربوية مُسّت في الصميم، ومنها الديوان الوطني للامتحانات وما لحقه من تبعات فضيحة تسريب البكالوريا، ثم اللجنة الوطنية لإعداد المواضيع، تلاهما المعهد الوطني للبحث في علوم التربية، والديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، ومتسائلا عن سبب إهمال دور لجان التأليف المعروفة بتقاليدها العريقة وتمكُّنها، "واعتبر المتحدث أن عدم اتخاذ الدولة لإجراءات تناسب فضيحة تسريب البكالوريا هو ما مهد الأرضية لظهور أخطاء الكتب المدرسية، حيث قال "فبعد التسريبات مباشرة أطلقت وزارة التربية مناقصة وطنية لطبع الكتب المدرسية الجديدة، وكأن الوصاية تحمل شعار الهجوم خير من الدفاع".